ماذا يحدث في مسقط؟

طلال الحمود

عقب انتهاء دورة كأس الخليج السادسة في أبوظبي طالب بعضهم بإيقاف البطولة على اعتبار أن عمان المستيضف التالي لا يمتلك إمكانات كافية لاستضافة الحدث الذي بلغ ذروة الاهتمام من قبل الحكومات بصرف ملايين الدولارات على إنشاء الملاعب والفنادق وحفلات الافتتاح الباذخة، ولم يكن الخليجيون يستطيعون رفض تنظيم الدورة السابعة في مسقط برغم مخاوفهم من فشل التنظيم، وفي يوم افتتاح بطولة العام 1984 في مسقط أصيب أصحاب الرأي المعارض بالدهشة بعدما افتتحت الدورة بحضور السلطان قابوس وبحفلة استعراضية فاقت في روعتها وتكاليفها ما سبق.
وساهم نجاح دورة مسقط 1984 في بعث بطولة منتخبات الخليج مجدداً وتلاشت الأصوات المطالبة بإلغاء الدورة، وفي عام 1996 عادت الدورة الى مسقط وأبدع العمانيون في التنظيم، على اعتبار أن القائمين على تلك البطولة يدركون تماماً أن عمان لا تقل في إمكاناتها وقدرات شبابها عن بقية بلدان الخليج، وهم أرادوا بعث رسالة إلى الأشقاء بأن عمان تساير جيرانها في التطور بفضل قدرة شبان عمان ومواكبتهم لروح العصر.


وعقب مرور نحو 24 عاماً على استضافة مسقط للبطولة في المرة الأولى، جاء الدور مجدداً على عمان لتستضيف الأشقاء في "خليجي 19" ولتبرهن لهم أن لا مجال للسلبيات والأخطاء في التنظيم، لأن عمان استعانت بسلاح الانضباط لتبني نهضتها في جميع المجالات، غير أن ما حدث في الأيام التي سبقت انطلاق البطولة أصاب الجميع بخيبة الأمل، وبات ضيوف البطولة الخليجية يظنون أنهم في مسقط 1984 وليس في عمان التي أصابت من التطور الرياضي في السنوات الأخيرة ما يجعلها بعيدة عن الوقوع في سلبيات التنظيم... المشهد يؤكد أن هناك من استلم زمام الأمور بغير معرفة بنواحي التنظيم، ما جعل الجميع في مسقط يتحدثون عن الفوضى دون أن يجدوا من يرد عليهم!
الإعلاميون وصلوا إلى هناك لتغطية فعاليات البطولة ولنقل الصورة المشرقة لعمان وشعبها، ولم يذهب هؤلاء بحثاً عن النزهة بقدر شغفهم بمتابعة أحداث البطولة في أجواء مريحة كانت متوقعة إلى ما قبل وصولهم إلى البطولة... الإعلاميون في مسقط أصبحوا ضيوفاً مطاردين دائماً ولا أحد يحتمل وقوفهم قريباً من الفنادق أو الملاعب وحتى على الأرض، بل أن وجودهم في البطولة غير معترف به حتى الآن ولإعذار غريبة وغير منطقية، خصوصاً أن غالبية الإعلاميين لم يحصلوا على بطاقات الاعتماد الخاصة بالبطولة في سابقة لم يعرفها الذين يتابعون بطولات الخليج منذ انطلاقها!
ولا أعلم حقيقة إذا ما كان التضييق على الإعلاميين متعمداً لمجاملة جهات بعينها، أم أن عمان لم توفق هذه المرة في اختيار من يمثلها أمام الأشقاء، حين وضعت ثقتها في موظفين لا يعلمون عن تنظيم المناسبات الرياضية قدراً يساعدهم على القيام بهذه المهمة الوطنية، ليست هذه إمكانات العمانيين الحقيقية والتجارب السابقة خير شاهد، ولكن يبقى السؤال الذي ننتظر إجابته، ماذا يحدث في مسقط ومن المتسبب؟