في اليوم الـ11 للعدوان على غزة
استشهاد 52 فلسطينيا وإسرائيل تعترف بمقتل ستة جنود
الطائرات الحربية سوت المئات من منازل الفلسطينيين بالأرض (الفرنسية)
استشهد اليوم الثلاثاء 13 فلسطينيا من عائلة واحدة في قصف لأحد المنازل بمدينة غزة، مما يرفع عدد الشهداء منذ بداية الاعتداء الإسرائيلي المتواصل على غزة إلى 602 شهيد وأكثر من 2800 جريح. وفي حين اعترف جيش الاحتلال بمقتل ستة من جنوده واصلت المقاومة إطلاق صواريخها على البلدات والقرى الإسرائيلية.
وأفاد مراسل الجزيرة في غزة تامر المسحال أن طائرات إسرائيلية استهدفت العائلة بمنزلها في حي الزيتون شرق مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد العائلة المكونة من أب وأم وأولادهما وأحفادهما، وهو ما يرفع الحصيلة هذا اليوم فقط لـ42 شهيدا.
وقبل قليل أفاد المسحال باستشهاد عشرة فلسطينيين في قصف إسرائيلي لمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وفي وقت سابق ظهر اليوم استشهد خمسة فلسطينيين في قصف إسرائيلي آخر لمدرستين تابعتين لأونروا، وأدان مدير مكتب المفوض العام للوكالة عدنان أبو حسنة استهداف المدرستين ووصفه بأنه عمل خطير.
وقال في مقابلة مع الجزيرة إن المدرستين كانتا تعجان بمئات الفلسطينيين الذين غادروا منازلهم بعد تعرضها للقصف من الطائرات الحربية، وأشار إلى أن أعلام الوكالة كانت ترفرف فوق المدرستين وأن إسرائيل أعلمت مسبقا بمكان تلك المدارس التي تؤوي العديد من العائلات الفلسطينية.
وفي وقت سابق اليوم نسب مراسل الجزيرة بغزة وائل الدحدوح لمصادر طبية أن فرق الإسعاف انتشلت اليوم جثث 23 شهيدا تم العثور عليها بمناطق متفرقة من القطاع.
كما أفاد باستشهاد عشرة جراء القصف المتواصل على غزة منذ فجر اليوم، وأشار إلى أن القوات الغازية دمرت عشرات المنازل في عمليات قصف متواصل استمر طوال ساعات الليل وصباح اليوم، أسفرت أيضا عن عشرات الجرحى.
وتحدث المراسل عن اشتباكات عنيفة استمرت حتى ظهر اليوم شمال القطاع بين مقاومين وقوات غازية قرب بيت لاهيا وبالشرق منها، حيث حاول جيش الاحتلال السيطرة على تلتي جبل الكاشف والإدارة المحلية للإشراف على المناطق هناك.
وقد واصلت الطائرات والمروحيات الإسرائيلية قصفها لأهداف في تلك المناطق.
أما في الجنوب فقد استمر القصف كذلك في كل مكان، وهناك فتحت قوات الاحتلال محور فيلادلفيا وحاولت فصل رفح عن خان يونس.
وأفاد مراسل الجزيرة نت أحمد فياض بأن قوات إسرائيلية توغلت فجر اليوم في منطقة عبسان الجديدة شرقي خان يونس، مشيرا إلى أنها تقدمت مئات الأمتار باتجاه المناطق السكنية هناك.
وقال المراسل إن قوات الغزو الإسرائيلي توغلت كذلك شرق مدينة دير البلح وسط القطاع.
وقد استهدف الطيران الحربي الليلة الماضية مجمع السرايا الأمني بغزة الغارقة في الظلام، في قصف هو الأعنف منذ بداية العمليات العسكرية قبل عشرة أيام.
واتهم حقوقيون فلسطينيون وأطباء إسرائيل باستخدام قذائف وصواريخ محرمة دولياً بعملياتها العسكرية، وقالوا إن قوات الاحتلال تستخدم قذائف حارقة ومدمرة ضد المدنيين بالقطاع مما أدى لبتر أطراف معظم الشهداء واحتراق الجرحى لشدة المواد الحارقة.
المقاومة توعدت بقتل المزيد
من الجنود الإسرائيليين (الفرنسية)
اعترافات إسرائيلية
في المقابل اعترفت تل أبيب بمقتل ستة جنود وإصابة 24 آخرين الليلة الماضية، لكنها ادعت أنهم قتلوا "بنيران صديقة" في قصف دبابة على مبنى احتله الجنود شمالي القطاع، مشيرة إلى أن بين المصابين أربعة بحالة خطيرة.
ومن بين المصابين بالعملية العقيد آفي بيليد الذي يقود لواء المشاة الخاص المعروف باسم غولاني.
وكانت الجزيرة علمت قبل ذلك بساعات من مصادر خاصة أن المقاومة استدرجت وحدة من القوات الخاصة إلى منزل ملغم بأحد أحياء غزة مساء أمس، ثم فجرت المنزل. وقالت تلك المصادر إن هذه العملية أدت لمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وجرح ثلاثين على الأقل.
وأعقب العملية قصف إسرائيلي عنيف وعشوائي على ثلاثة محاور استمر نحو ساعة، وأشارت المصادر إلى أن الهدف من ذلك القصف كان تمكين فرق الإسناد من إجلاء القتلى والجرحى من الجنود.
وأقر الغزاة في وقت لاحق اليوم بمقتل أحد الضباط، مدعين أنه "سقط بنيران دبابة إسرائيلية".
وتحدثت كتائب القسام عن قيام أحد نشطائها بتفجير نفسه في آلية أثناء تقدمها شمال القطاع مما أوقع إصابات مباشرة بجنود الاحتلال، كما توعدت الجنود الإسرائيليين بالمزيد من الاستشهاديين.
قدرات المقاومة
في الأثناء أمطرت المقاومة منذ الصباح مدنا وبلدات إسرائيلية عديدة بصواريخها محلية الصنع.
فقد أفاد مراسل الجزيرة بفلسطين إلياس كرام بأن سبعة صواريخ سقطت على عسقلان وبئر السبع وقرب مدينة صرفند، كما وصلت الصواريخ بلدة يديرا شمال شرق أسدود.
صواريخ المقاومة شلت الحياة وأثارت الرعب في العديد من البلدات الإسرائيلية (الفرنسية)
واستغرب المراسل استمرار انهمار الصواريخ الفلسطينية على القرى والمدن الإسرائيلية من نفس المكان بمنطقة جباليا شمال القطاع، وسط قصف مستمر لنفس النقطة منذ أربعة أيام، وهو ما يؤكد أن المقاومة لديها إمكانيات عالية.
وأعلنت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تدمير ناقلة جند مما أسفر عن سقوط عناصرها بين قتيل وجريح في اشتباكات مساء الاثنين مع قوة إسرائيلية خاصة شرقي حي التفاح.
وكان الغزاة قد اعترفوا منذ بدء الهجوم البري بمقتل أحد الجنود وجرح 40 آخرين.
نفَس طويل
وعلى صعيد متصل أكد مصدر قيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الحركة لا تزال تدير القطاع كما يدير جناحها العسكري كتائب القسام المعركة باقتدار واضح.
وأوضح عضو التشريعي مشير المصري أن المعركة البرية مازالت لم تبدأ بعد، وأن كل ما يجري الآن ليس إلا معارك جانبية بمناطق حدودية مكشوفة لم يستطع فيها الغزاة القضاء على إمكانيات المقاومة.
وذكر القيادي بحماس في تصريحات صحفية أن المقاومة تدير المعركة مع قوات الاحتلال بشكل أفضل بكثير من السابق.